أكد المجلس في هذا التقرير أن القراءة تشكل وسيلة للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد، مبرزا أن الإقبال عليها وإتقانها مدى الحياة يعد ضرورة لا غنى عنها. في المقابل، سلط التقرير الضوء على ما تشهده بلادنا من تراجع للقراءة وللأنشطة المساعدة على تعزيز وإغناء معارف المواطن ومهاراته.
ملخص
يشكل هذا التقرير، الذي تم إنجازه وفق مقاربة تشاركية، ثمرة نقاشات واسعة بين مختلف الفئات المكونة للمجلس وكذا جلسات إنصات لأبرز الفاعلين في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعنيين بالموضوع. وقد صادقت الجمعية العامة للمجلس بالإجماع على هذا التقرير خلال دورتها العادية 99 المنعقدة في 27 يونيو 2019 .
وقد أكد المجلس في هذا التقرير أن القراءة تشكل وسيلة للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد، مبرزا أن الإقبال عليها وإتقانها مدى الحياة يعد ضرورة لا غنى عنها. في المقابل، سلط التقرير الضوء على ما تشهده بلادنا من تراجع للقراءة وللأنشطة المساعدة على تعزيز وإغناء معارف المواطن ومهاراته.
ويعزى هذا الوضع للعديد من العوامل، نذكر منها: غياب بيئة أسرية ومنظومة تربوية تُشجعان على تنمية حب القراءة؛ والعدد غير الكافي للمكتبات المدرسية والمكتبات العمومية وأماكن العيش الخاصة بالنهوض بالقراءة، بالإضافة إلى محدودية الإنتاج الثقافي الوطني.
وقد جرى، انطلاقا من مكامن الضعف المشار إليها، اتخاذ جملة من التدابير والمبادرات، سواء من لدن السلطات العمومية أو الفاعلين بالمجتمع المدني، من أجل النهوض بالقراءة في المغرب. ونذكر في هذا الصدد، الجهود المبذولة في مجال تطوير البنيات التحتية، وبلورة برامج لدعم قطاع النشر والكتاب، وتنظيم مسابقات القراءة وتظاهرات الاحتفاء بالكتاب (المعرض الدولي للنشر والكتاب)، والمشاركة في المباريات والاختبارات الدولية للقراءة (تحدِّي القراءة العَرَبِيّ…).
غير أن هذه المبادرات، على أهميتها، لا تسمح بإطلاق دينامية وطنية فعلية للنهوض بالقراءة داخل المجتمع المغربي.
ومن هذا المنطلق، يوصي تقرير المجلس بِوَضْعِ اسْتْرَاتِيجِيّةٍ وَطَنِيّةٍ مُنَسّقَةٍ، تنفذ بكيفية تدْريجيّةٍ، بِهَدَفِ تَشْجيعِ القِرَاءَةِ مَدَى الحياةِ وفي كُلِّ مَكانٍ. ومن بين المقترحات التي بلورها المجلس في هذا الإطار، نذكر ما يلي: