نظّم المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يومي 13 و14 نونبر 2025، ورشةً مواطِنة بجهة سوس-ماسة، جمعت مختلف الفاعلين والمتدخلين الترابيين، بهدف استقاء تصوّراتهم وتجاربهم ومقترحاتهم حول «التنوع البيولوجي في المغرب»، موضوع الإحالة الذاتية التي يعمل المجلس حاليًا على إعداد رأي بشأنها.
وتندرج هذه الورشة التشاركية ضمن المنهجية التي يعتمدها المجلس والقائمة على الانفتاح والإنصات، بما يسهم في تنوير وإغناء التفكير الجماعي حول هذا الموضوع. فهي تروم، من جهة، الإسهام في البناء المشترك لتوصيات تنبثق عن الواقع الميداني وتستجيب لخصوصيات كل مجال ترابي، ومن جهة أخرى، تعزيز التملك الجماعي للتوصيات المقترحة من قبل مختلف الأطراف المعنية. كما تتيح هذه الدينامية إرساء نقاش بنّاء على المستوى الترابي، مع الحرص على مواصلة جهود الترافع حول قضايا الاستدامة، ولا سيما ما يتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي وتثمينه.
وقد جاء اختيار جهة سوس–ماسة بالنظر إلى ما تزخر به من تنوّع بيولوجي وإيكولوجي يشمل غابات الأركان والسنديان الفليني، والمجالات البحرية، والأراضي الفلاحية، والمناطق الرطبة، فضلا عما عرف عن فاعليها المحليين من التزام مستمر بالحفاظ على هذه الثروات الطبيعية وتثمينها.
وأشرف على أشغال هذه الورشة أعضاء اللجنة المكلفة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة بالمجلس، وهم السيدة مينة الروشاطي، والسيدان منصف الزياني وعبد الرحيم كسيري، إلى جانب فريق من المجلس مكلّف بالمشاركة المواطِنة. وقد شهدت هذه الورشة نقاشًا معمقًا مع ممثلين عن ولاية الجهة ومجلسها الجهوي والجماعات الترابية، إضافة إلى المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية المعنية (الفلاحة، البيئة، الماء، الطاقة)، والغرف المهنية، وأكاديميين وباحثين ومنظمات المجتمع المدني، إضافةً إلى فاعلين في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
كما شملت الأنشطة زيارة ميدانية إلى «دار المناخ والتنوع البيولوجي» بجماعة أمسكرود، أتاحت الإطلاع بشكل مباشر على ممارسات نموذجية تجسد تفاعل المجتمع المحلي مع القضايا البيئية. وتمثّل هذه البنية مثالًا حيًا على مبادرات الفلاحة المستدامة، والتدبير الرشيد للموارد المائية، واستخدام الطاقات المتجددة في سقي الاستغلاليات الصغرى ذات الطابع التضامني.
وإلى جانب إسهامها النوعي في إغناء آراء وتقارير المجلس، تُسهم هذه المقاربة التشاركية في ترسيخ حضور المجلس على المستويين الترابي والقطاعي، وتُعزّز مدى تأثير توصياته ووجاهتها ومصداقيتها.