المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يدعو إلى تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم

نظم المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يوم 21 دجنبر 2022، ندوة صحفية لتقديم مخرجات رأي المجلس حول “تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم : الفرص والتحديات “، ترأسه السيد أحمد رضى شامي، رئيس المجلس. 

السيد شامي، يؤكد على ضرورة التفاعل الإيجابي مع انتظارات وتطلعات مغاربة العالم 

استهل السيد أحمد رضى شامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كلمته الافتتاحية، بالوقوف على دلالات الحدثُ الرياضي العالمي، المونديال، الذي أبدعت فيه النخبة الوطنية لكرة القدم. وفي هذا الصدد، أبرز السيد شامي أن هذه التظاهرة الكروية جسدت بالملموس مدى متانة الرابط الوجداني والوطني والهُويَّاتِي الذي يجمع مغاربة العالم، بمن فيهم شبابُ الجيل الرابع، بِبلدهم الأصل، المغرب.

وأضاف أنه على الرغم من دينامياتِ تَغْيِير وتحولاتٍ عميقةٍ التي شهدها مغاربة العالم، والتي ساهمت في تعزيز اندماجهم في مجتمعات الاستقبال، إلا أنها لم تؤثر على منسوب الروابط الوجدانية والذَّاكِراتِيَّة والعائلية مع المغرب.

لذلك، بات من الضروري مواصلة توطيد الرابط بين المملكة المغربية ومواطنيها المقيمين في الخارج وضمان استمراريته، من خلال التفاعل الإيجابي مع انتظاراتهم وتطلعاتهم، وإيجاد الأجوبة المناسبة للإكراهات والمشاكل التي يواجهونها، سواء في بلدان الاستقبال أو في المغرب.

ومن جانبه، سلّط السيد فؤاد ابن الصديق، عضو المجلس ومقرر الموضوع، الضوء على أبرز انتظارات مغاربة العالم التي وقف عليها المجلس في هذا الرأي؛ و التي تهمّ الاستفادة من تعليم اللغة العربية والأمازيغية والمعارف المتعلقة بتاريخ المغرب والثقافة المغربية، وتعزيز جودة البنيات التحتية، وقدرات المتدخلين، ووضع آليات لاستقبال ودعم مغاربة العالم الحاملين لمشاريع استثمارية.

 

من أجل تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم

يأتي  هذا الرأي في أعقاب خطاب جلالة الملك نصره الله بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب (20 غشت 2022) والذي دعا فيه جلالته إلى الوقوف عند حصيلة ومدى نجاعة التشريعات والسياسات العمومية المخصصة لمغاربة العالم وتمتين الروابط المتأصّلة التي تجمعهم بالوطن، وتمكينهم من المواكبة الناجعة وتوفير الظروف الملائمة لإشراكهم في مسار التنمية.

وقد تم إعداده وفق المقاربة التشاركية التي دأب عليها المجلس، المبنية على جلسات الإنصات المنظمة مع أبرز الفاعلين المعنيين، والاستشارة المواطنة التي أطلقها المجلس بشأن هذا الموضوع على المنصة الرقمية “أشارك”، من خلال استبيان بسبع لغات (العربية والإنجليزية  والإسبانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والهولندية) موجه لمغاربة العالم (عد التفاعلات: 91520 ؛ 4651 إجابة على الاستبيان واردة من 53 بلدا)؛ هذا بالإضافة إلى إسهامات ووجهات نظر مختلف الفئات المكونة للمجلس.

ويقترح المجلس جملة من التوصيات؛ من بينها تجديد الهندسة المؤسساتية الحالية الخاصة بمغاربة العالم من خلال : 

  • تكليف وزير منتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، يتولى مهمة الإشراف على بلورة وحسن تنفيذ الاستراتيجية المتعلقة بمغاربة العالم؛
  • الارتقاء بأدوار مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بجعلها مؤسسة عمومية استراتيجية خاصة بمغاربة العالم تشكل الذراع التنفيذي لتنزيل الاستراتيجية المشار إليها.
  • الارتقاء باللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة إلى لجنة استراتيجية عليا، يرأسها رئيس الحكومة ومكلفة حصريا بقضايا مغاربة العالم. وينبغي أن تضم هذه اللجنة مختلف الأطراف المعنية وأن توكل إليها سلطات واسعة في مجالي المتابعة والتحكيم المرتبطان بتنفيذ البرامج الموجهة لمغاربة العالم.

كما يتضمن الرأي على توصيات تهم تحسين جودة الخدمات المقدمة من لدن الإدارة وباقي الفاعلين المعنيين لفائدة مغاربة العالم، والولوج إلى الخدمات الثقافية والدينية والحماية الاجتماعية، كما تهم تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، والتحويلات المالية لمغاربة العالم في اتجاه الاستثمار المنتج، وأخيرا التمثيلية والمشاركة السياسية لمغاربة العالم.