CESE

السياسة الرياضية بالمغرب

السياسة الرياضية بالمغرب
ملخص

يأتي‭ ‬إعداد‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬لدراسةٍ‭ ‬حول‭ ‬‮«‬السياسة‭ ‬الرياضية‭ ‬بالمغرب‮»‬‭ ‬إثر‭ ‬توصله‭ ‬بإحالة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬المستشارين‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬يوليوز‭ ‬2018‭. ‬وقد‭ ‬تمحورت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬حول‭ ‬إجراء‭ ‬تقييم‭ ‬لمدى‭ ‬أجرأة‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للرياضية‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬2020‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬ارتكازاً‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬تشاركية‭ ‬شمِلت‭ ‬الفاعلين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬وأبرز‭ ‬الخبراء‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الرياضي‭ ‬الوطني‭. ‬

وقد‭ ‬وضعت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬رؤية‭ ‬سياسية‭ ‬طموحة‭ ‬للغاية‭ ‬وحددت‭ ‬رافعات‭ ‬ومحاور‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬وملائمة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تكتسي‭ ‬راهنية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تنزيل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لم‭ ‬يُمكِّن‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬المسطرة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬لا‭ ‬تحتل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬المكانة‭ ‬الجديرة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السياسة‭ ‬التنموية‭ ‬للبلاد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬أجرأة‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬فمن‭ ‬جهة،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنزيلها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬سياسة‭ ‬عمومية‭ ‬حقيقية‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬إرساء‭ ‬آليات‭ ‬تضمن‭ ‬الإشراف‭ ‬عليها‭ ‬بكيفية‭ ‬فعالة‭. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬واجه‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬والتنظيمي‭ ‬صعوبات‭ ‬جمَّة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التطبيق،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬30‭.‬09‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمالية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬تعبئتها‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬رفعها‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬حرص‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬على‭ ‬بلورة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التوصيات،‭ ‬تَهُمُّ‭ ‬بالأساس‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

أولاً،‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للرياضة‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬عمومية،‭ ‬يتم‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬إطار،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬مبادئ‭ ‬ومقتضيات‭ ‬الدستور،‭ ‬وتحديد‭ ‬الأدوار‭ ‬المنوطة‭ ‬بمختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬وضمان‭ ‬قيادة‭ ‬مؤسساتية‭ ‬فعالة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المركزي‭ ‬والترابي‭.‬

ثانيا،‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية،‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬للنهوض‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضية‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬الدراسية،‭ ‬وتزويد‭ ‬مؤسسات‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬المدرسي‭ ‬بالمؤطرين‭ ‬المؤهلين‭ ‬وتوفير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الرياضية‭ ‬الملائمة‭.‬

ثالثا،‭ ‬ملاءمة‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬والتنظيمي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬30.09،‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬الدستور،‭ ‬والعمل،‭ ‬بالتشاور‭ ‬مع‭ ‬الفاعلين‭ ‬المعنيين،‭ ‬على‭ ‬مراجعته‭ ‬بما‭ ‬يُمَكِّن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬تنفيذه‭ ‬الفعلي‭ ‬وضمان‭ ‬إصدار‭ ‬جميع‭ ‬المراسيم‭ ‬التطبيقية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬

رابعاً،‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬مندمج‭ ‬للمعلومات،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مجموع‭ ‬الفاعلين‭ ‬المعنيين‭ ‬والمندوبية‭ ‬السامية‭ ‬للتخطيط،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬تتبعاً‭ ‬وتقييماً‭ ‬مُحْكَمَيْن‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للرياضة‭ ‬ولانعكاساتها‭.‬

خامساً،‭ ‬مواصلة‭ ‬جهود‭ ‬تطوير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الكبرى‭ ‬والتجهيزات‭ ‬الرياضية‭ ‬للقرب‭. ‬ولهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬ينبغي‭ ‬رصد‭ ‬وتحديد‭ ‬حجم‭ ‬الحاجيات‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمالية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬كل‭ ‬جهة،‭ ‬وذلك‭ ‬انسجاماً‭ ‬مع‭ ‬مضامين‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الجهوية‭. ‬وبخصوص‭ ‬النهوض‭ ‬بالبنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني،‭ ‬يتعين‭ ‬العمل،‭ ‬بمعية‭ ‬الجهات،‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬مخطط‭ ‬وطني‭ ‬خاص‭ ‬بها،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تستجيب‭ ‬هذه‭ ‬البنيات‭ ‬للمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬انعكاساتها‭ ‬البيئية،‭ ‬وكذا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الولوج‭ ‬إليها،‭ ‬ومردودية‭ ‬هذه‭ ‬البنيات‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل‭.‬

سادساً،‭ ‬تعزيز‭ ‬جهود‭ ‬تطوير‭ ‬اقتصاد‭ ‬الرياضة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنجاز‭ ‬دراسات‭ ‬وطنية‭ ‬وجهوية‭ ‬تُمَكِّن‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬اغتنامها،‭ ‬وتوجيه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬وتطوير‭ ‬المنظومات‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬النهوض‭ ‬باقتصاد‭ ‬الرياضة‭.‬

سابعاً،‭ ‬تعزيز‭ ‬عمل‭ ‬الجامعات‭ ‬الرياضية‭ ‬والعصب‭ ‬الجهوية‭ ‬والجمعيات‭ ‬الرياضية،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬بحكامتها‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ينبغي‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬ومعايير‭ ‬موضوعية‭ ‬لمنح‭ ‬الإعانات‭. ‬كما‭ ‬يتعين‭ ‬بالموازاة‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬للمواكبة‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬والتقني،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكين‭ ‬الجامعات‭ ‬الرياضية‭ ‬والعصب‭ ‬الجهوية‭ ‬والجمعيات‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬الامتثال‭ ‬لمختلف‭ ‬المعايير‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬داخل‭ ‬أجل‭ ‬معقول‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحسين‭ ‬أدائها‭.‬

ثامناً،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬رياضة‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬إعاقة،‭ ‬ينبغي‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬بارالمبي‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬العالي،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬بموازاة‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬البارالمبية‭ ‬المغربية‭. ‬كما‭ ‬يتعين‭ ‬إدماج‭ ‬رياضة‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬إعاقة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬المدرسي‭ ‬وفي‭ ‬برامج‭ ‬تكوين‭ ‬الأطر‭ ‬الرياضية‭.‬

تاسعاً،‭ ‬ينبغي‭ ‬دعم‭ ‬جمعيات‭ ‬الأنصار‭ ‬والمحبين‭ ‬وضمان‭ ‬انخراطها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريكاً،‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬العنف‭ ‬أثناء‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية‭.‬

تحميل التقرير

PDF
العربية
PDF
Français

تحميل الملخص

PDF
العربية
PDF
Français

قد تحظى باهتمامكم المواضيع التالية :

آليات منح التراخيص ومراقبة استغلال الموارد الطبيعية (الموارد المائية والمقالع)
شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين "NEET": أي آفاق للإدماج الاقتصادي والاجتماعي ؟
من أجل مجتمعٍ متماسكٍ خالٍ من التسول