CESE

نتائج‭ ‬الاستشارة‭ ‬المواطنة‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭  ‬

نتائج‭ ‬الاستشارة‭ ‬المواطنة‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭  ‬

في‭ ‬إطار‭ ‬إعداد‭ ‬رأيه‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي،‭ ‬أطلق‭ ‬المجلس،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬7‭ ‬و28‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬استشارة‭ ‬مواطنة‭ ‬عبر‭ ‬منصته‭ ‬الرقمية‭ “‬أشارك‭” “‬ouchariko.ma‭”‬‭. ‬وحظيت‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬بمشاركة‭ ‬مهمة،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬4783‭ ‬شخصاً‭ ‬أجابوا‭ ‬عن‭ ‬الاستبيان‭ ‬الذي‭ ‬طرح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬كما‭ ‬تفاعل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬الأنترنت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وتفصح‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬تشمل‭ ‬بالأساس،‭ ‬حسب‭ ‬تمثلات‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين،‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬وفئة‭ ‬الشباب‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الخلاصات‭ ‬الرئيسية‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭.‬

خصائص‭ ‬العينة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الاستشارة

يتشكل‭ ‬المشاركون‭ ‬والمشاركات‭ ‬في‭ ‬الاستشارة،‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬4783،‭ ‬من‭ ‬عينة‭ ‬تتسم‭ ‬بخصائص‭ ‬خاصة‭. ‬وهكذا،‭ ‬يمثل‭ ‬الرجال‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬العينة‭ (‬74‭.‬27‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬25‭.‬73‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬كما‭ ‬تتشكل‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬للمشاركين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ (‬69.52‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و44‭ ‬سنة‭) ‬والنشيطين‭ (‬79.47‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬ويمثل‭ ‬الأطر‭ ‬نسبة‭ ‬53‭.‬91‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬بينما‭ ‬يشكل‭ ‬الطلبة‭ ‬10‭.‬20‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬وينحدر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المشاركين‭ (‬57.74‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬من‭ ‬جهتَيْ‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭-‬سطات‭ ‬والرباط‭- ‬سلا‭- ‬القنيطرة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ (‬أزيد‭ ‬من‭ ‬97‭ ‬في‭ ‬المائة‭).‬

وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬القوي‭ ‬لظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية،‭ ‬صرّح‭ ‬89‭.‬38‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬أنهم‭ ‬يعاينون‭ “‬بشكل‭ ‬دائم‭” ‬أفعال‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬يترددون‭ ‬عليها‭ ‬بانتظام،‭ ‬بينما‭ ‬أفاد‭ ‬8‭.‬82‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬منهم‭ ‬أنهم‭ “‬غالباً‭” ‬ما‭ ‬يعاينون‭ ‬ذلك‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬اعتبر‭ ‬96‭.‬97‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬منتشرة‭ ‬جداً‭ (‬83.56‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬أو‭ ‬منتشرة‭ (‬13.1‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬كما‭ ‬أن‭ ‬98‭.‬88‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬يعتبرون‭ ‬التسول‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬خطيرة‭. ‬وهو‭ ‬رأي‭ ‬يتقاسمه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬أن‭ ‬التسول‭ “‬ظاهرة‭ ‬مقلقة‭ ‬وفي‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭” ‬وأنها‭ ” ‬ظاهرة‭ ‬مخزية‭ ‬للمغرب‭”. ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬تعليقات‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬حساس‭ ‬للغاية‭”‬،‭ ‬وأن‭ ‬التسول‭ “‬ظاهرة‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تستنزف‭ ‬مشاعر‭ ‬الناس‭”. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬التعليقات‭ ” ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬الأهمية‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ودراسته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭”.‬

ويربط‭ ‬المشاركون‭ ‬والمشاركات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬أسباب‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أساساً‭ ‬بكون‭ ‬التسول‭ ‬مؤشراً‭ ‬يكشف‭ ‬حجم‭ ‬الإشكالية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وهي‭ ‬الفقر‭. ‬وهو‭ ‬تشخيص‭ ‬أكده‭ ‬أيضاً‭ ‬رواد‭ ‬شبكة‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬في‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وهكذا،‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ “‬أن‭ ‬الفقر‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وأن‭ ‬ثمة‭ ‬ظواهر‭ ‬محزنة‭ ‬للغاية‭ ‬داخل‭ ‬مجتمعنا‭” (‬الفقر‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬كين‭ ‬وكين‭ ‬شيحويج‭ ‬كيبكيو‭ ‬بزاف‭ ‬الله‭ ‬يدير‭ ‬لينا‭ ‬تويل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭). ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬تعليقات‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬مساهمة‭ ‬الظرفية‭ ‬الحالية‭ (‬كوفيد،‭ ‬الجفاف،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭) ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬الهشاشة‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ (‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يعطيك‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬اقتراح‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭.‬‭ ‬ستسألني‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬قفز‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬متوسطي‭ ‬الدخل‭ ‬أصبحوا‭ ‬محتاجين،‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬شيء‭ ‬أصبحوا‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الفقراء،‭ ‬ويرد‭ ‬كل‭ ‬عيب‭ ‬للجفاف‭ ‬وندرة‭ ‬الأمطار‭). ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬تعليق‭ ‬آخر‭ “‬بسبب‭ ‬الغلاء‭: ‬حتى‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يتصدق‭ ‬بالأمس‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬للصدقة‭”. ‬بل‭ ‬اعتبر‭ ‬تعليق‭ ‬آخر‭ ‬أننا‭ ” ‬كلنا‭ ‬فقراء‭ ‬بدون‭ ‬مبالغة‭”. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬مبالغاً‭ ‬فيها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تؤشر‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬تدهور‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬على‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين،‭ ‬والتي‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬ويتم‭ ‬معايشتها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أزمة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عامة،‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬صعوبات‭ ‬شخصية‭.‬

السبب‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬أورده‭ ‬المشاركون‭ (‬ات‭) ‬الذين‭ ‬أجابوا‭ ‬على‭ ‬الاستبيان‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬التسول‭ ‬يمس‭ ‬كرامة‭ ‬الأشخاص‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬شدد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬في‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬كرامة‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬تسول‭ (‬المهم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المتسول‭ ‬بكل‭ ‬احترام‭ ‬وعدم‭ ‬احتقاره‭ ‬او‭ ‬إهانته‭). ‬أما‭ ‬تهديد‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬ومخاطر‭ ‬الاستغلال‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الشبكات‭ ‬الإجرامية،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬أسفل‭ ‬قائمة‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أوردها‭ ‬المشاركون‭.‬

يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬هنا‭ ‬بالأماكن‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬لدى‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يترددون‭ ‬عليها‭ ‬قابلية‭ ‬أكبر‭ ‬لإبداء‭ ‬تعاطفهم‭ ‬مع‭ ‬المتسولين‭ ‬ومع‭ ‬ما‭ ‬يعيشونه‭ ‬أو‭ ‬يدعون‭ ‬عيشه‭ ‬من‭ ‬معاناة‭. ‬وهكذا،‭ ‬صرح‭ ‬المشاركون‭ (‬ات‭) ‬أنهم‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يصادفون‭ ‬المتسولين‭ ‬في‭ ‬أبواب‭ ‬المستشفيات‭ ‬أو‭ ‬الصيدليات‭. ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فضاءات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬محيط‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬ومواقف‭ ‬السيارات‭ ‬والأسواق،‭ ‬وأمام‭ ‬المساجد‭ ‬وإشارات‭ ‬المرور‭.‬

وبخصوص‭ ‬التدابير‭ ‬الواجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬لمعالجة‭ ‬إشكالية‭ ‬التسول،‭ ‬صرح‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركين‭ ‬والمشاركات‭ ‬الذين‭ ‬أجابوا‭ ‬على‭ ‬الاستبيان‭ ‬أنهم‭ ‬يفضلون‭ ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر؛‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬مقترح‭ ‬مساعدتهم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جمعيات‭ ‬تتولى‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬وتوجيهها‭ ‬لفائدة‭ ‬المتسولين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية؛‭ ‬بينما‭ ‬جاءت‭ ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭. ‬وأخيراً،‭ ‬يرى‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬الخاص‭ ‬بهذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬أن‭ ‬التسول‭ ‬هو‭ ‬ظاهرة‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تكريسها‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬للمتسولين،‭ ‬وأنه‭ ‬يتعين‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬استئصال‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭. ‬وهو‭ ‬رأي‭ ‬يتقاسمه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭: ” ‬التسوّل‭ ‬ظاهرة‭ ‬مشؤومة‭ ‬ابتلينا‭ ‬بها‭ ‬يجب‭ ‬محاربتها‭ ‬قانونيا‭ ‬ومُجتمعيّا‭. ‬والتساهل‭ ‬معها‭ ‬سيُنشئ‭ ‬أجيالا‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬سوى‭ ‬التسوّل‭ ‬كمهنة‭ ‬لهم،‭ ‬وهذا‭ ‬أكبر‭ ‬ظلم‭ ‬لهم‭”. ‬وأشارت‭ ‬تعليقات‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬الظاهرة،‭ ‬بل‭ ‬يتعين‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الحاجيات‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمتسولين‭ ‬وتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬عينية‭ ‬لهم‭ (‬كل‭ ‬من‭ ‬يتصدق‭ ‬على‭ ‬المتسولين‭ ‬فهو‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬استفحال‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬طرق‭ ‬لمساعدة‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬الإعانة‭ ‬مثلا‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬دكان‭ ‬وأداء‭ ‬ولو‭ ‬جزء‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬دين‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أداء‭ ‬ما‭ ‬عليه‭)‬

‭ ‬

1‭. ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬

2‭. ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬تبرعات‭ ‬خاصة‭ ‬لفائدة‭ ‬الجمعيات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬محاربة‭ ‬الفقر‭.‬

3‭. ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭.‬

4.‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬مساعدة‭ ‬المتسولين‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلوكات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬بمثابة‭ ‬أفعال‭ ‬للتسول‭ (‬تكون‭ ‬أحيانًا‭ ‬مُقَنَّعَة‭)‬،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬يطلب‭ ‬فيها‭ ‬المتسولون‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬صدقة‭ (‬67.71‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬أو‭ ‬مساعدة‭ ‬مالية‭ (‬71.87‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬جاء‭ ‬نشاط‭ ‬حراسة‭ ‬السيارات‭ ‬كأكثر‭ ‬الأنشطة‭ (‬72‭.‬27‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬شكلاً‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التسول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬شبكة‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬الاستشارة‭ ‬على‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمجلس‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. (‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬المتسولين‭ ‬الذين‭ ‬يمدون‭ ‬أيديهم،‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يرتدون‭ ‬السترات،‭ ‬الذين‭ ‬أصبح‭ ‬عددهم‭ ‬يفوق‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬المركونة‭).‬

بالمقابل،‭ ‬أبدى‭ ‬المشاركون‭ ‬والمشاركات‭ ‬في‭ ‬الاستشارة‭ ‬تسامحاً‭ ‬تجاه‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يبيعون‭ ‬منتجات‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭ ‬أو‭ ‬يقدمون‭ ‬خدمات‭ ‬بسيطة‭ (‬بيع‭ ‬المناديل‭ ‬الورقية،‭ ‬معطرات‭ ‬السيارات،‭ ‬حامل‭ ‬المفاتيح،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬عبر‭ ‬29‭.‬81‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكات‭ ‬هي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التسول‭. ‬واعتبرت‭ ‬نسبة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ (‬12.08‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬الفرق‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬عروضاً‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬هم‭ ‬بمثابة‭ ‬متسولين‭.‬

‭ ‬وبخصوص‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬التسول،‭ ‬أشار‭ ‬نصف‭ ‬المشاركين‭ ‬تقريباً‭ (‬49.99‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬إلى‭ ‬قصور‭ ‬منظومة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬العمومية،‭ ‬بينما‭ ‬تحدث‭ ‬ثلث‭ ‬المشاركين‭ ‬تقريباً‭ (‬31.66‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬روابط‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي‭ (‬التفكك‭ ‬الأسري،‭ ‬تراجع‭ ‬التضامن‭ ‬الأسري،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭). ‬

ويشير‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أوضاع‭ ‬الهشاشة‭ ‬كأحد‭ ‬مسببات‭ ‬التسول،‭ ‬وهي‭ ‬الفقر‭ (‬43.54‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬والبطالة‭ (‬40.16‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ (‬إعاقة،‭ ‬مرض،‭ ‬شيخوخة‭ ‬وغيرها‭) ‬بنسبة‭ ‬34‭.‬87‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬تعليقات‭ ‬مستخدمي‭ ‬الأنترنت‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬هشاشة‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬كأحد‭ ‬مسببات‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ (‬العمل‭ ‬على‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬النفسية‭ ‬بالوقاية‭ ‬والدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والعلاج‭ ‬المبكر‭ ‬فهي‭ ‬طريق‭ ‬إلى‭ ‬التشرد‭ ‬والاستغلال‭ ‬والإدمان‭ ‬والتسول‭).‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬للمشاركين‭ (‬ات‭) ‬في‭ ‬الاستبيان‭ (‬88.72‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬يعتبرون،‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬خطأً،‭ ‬أن‭ ‬التسول‭ ‬نشاط‭ ‬مربح‭ ‬يستقطب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ذكر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬الاستشارة‭ ‬على‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمجلس‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬صعوبة‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحتاجين‭ ‬حقاً،‭ ‬ومن‭ ‬يتخذون‭ ‬التسول‭ ‬مهنة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬نشاطاً‭ ‬إجرامياً‭. (‬والله‭ ‬دليلي‭ ‬احتار‭! ‬أشفق‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مد‭ ‬يده‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬رده‭ ‬أقول‭ ‬هي‭ ‬صدقة‭ ‬لله‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬نفسي‭ ‬أعرف‭ ‬أنه‭ ‬نصاب‭ ‬أو‭ ‬أني‭ ‬سوف‭ ‬أشجعه‭ ‬على‭ ‬التسول‭ ‬أو‭ ‬أو‭ ‬أو‭ ‬الله‭ ‬يهدي‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬التسول‭ ‬فهو‭ ‬أشبه‭ ‬بالمدمن‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭).‬

‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمدى‭ ‬قبول‭ ‬مساعدة‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتسولين‭ ‬عندما‭ ‬يلتمسون‭ ‬ذلك،‭ ‬صرح‭ ‬67‭.‬55‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستشارة‭ ‬أنهم‭ ‬يقدمون‭ ‬الصدقة‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أفادت‭ ‬نسبة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬29‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭ ‬أبداً‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬صرح‭ ‬3‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ (‬ات‭) ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬دائمًا‭ ‬لمساعدة‭ ‬المتسولين‭ ‬عندما‭ ‬يلتمسون‭ ‬منهم‭ ‬ذلك‭. ‬ويبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬صرح‭ ‬المشاركون‭ ‬بدفعه‭ ‬للمتسولين‭ ‬10‭.‬86‭ ‬دراهم‭. ‬وأفاد‭ ‬23‭.‬03‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬أن‭ ‬المبلغ‭ ‬هو‭ ‬5‭ ‬دراهم،‭ ‬بينما‭ ‬حدد‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬درهمين‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ‭ ‬15.92‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬منهم،‭ ‬ودرهم‭ ‬واحد‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ‭ ‬8‭.‬39‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬و10‭ ‬دراهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ‭ ‬7‭.‬96‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬وأشار‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬يقدمون‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬للأطفال‭ ‬والأشخاص‭ ‬البالغين‭ ‬الذين‭ ‬برفقة‭ ‬أطفال،‭ ‬ثم‭ ‬المهاجرين،‭ ‬والمرضى‭ ‬والمسنين،‭ ‬وكذا‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬إعاقة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أعرب‭ ‬مستخدمو‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬الاستشارة‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬عن‭ ‬إدانتهم‭ ‬لاستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالتسول‭ (‬أقبح‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬التسول‭ ‬بالأطفال؛‭ ‬يجب‭ ‬محاربة‭ ‬التسول‭ ‬بالأطفال‭ ‬فهي‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬حقهم‭). ‬ويشيرون‭ ‬بالمقابل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئات‭ ‬أخرى‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬سلوكات‭ ‬التضامن،‭ ‬لاسيما‭ ‬الأشخاص‭ ‬المسنون‭ (‬الشيوخ‭ ‬والنساء‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يجاب‭ ‬سؤالهم‭. ‬أما‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والرجال‭ ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬إعطاؤهم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭).‬

وأفاد‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركين‭ (‬ات‭) ‬أنهم‭ ‬يساعدون‭ ‬المتسولين‭ ‬بدافع‭ ‬الشفقة‭ ‬أو‭ ‬لقناعات‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ (‬72.67‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬صرح‭ ‬16‭.‬58‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬منهم‭ ‬أنهم‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬المتسولين‭. ‬وجاءت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬الأنترنت‭ ‬على‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمجلس‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للتذكير‭ ‬بأن‭ ‬الصدقة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬حض‭ ‬عليها‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬وأن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬نهى‭ ‬عن‭ ‬نهر‭ ‬السائل،‭ ‬مصداقا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭ “‬وأما‭ ‬السائل‭ ‬فلا‭ ‬تنهر‭”. ‬وترى‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬المؤمن‭ ‬أن‭ ‬ينفق‭ ‬حسب‭ ‬استطاعته،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بالتبسم‭ ‬أو‭ ‬بالكلمة‭ ‬الطيبة‭ (‬إلى‭ ‬عندك‭ ‬ما‭ ‬تعطي‭ ‬عطي‭ ‬إلى‭ ‬معندكش‭ ‬شافك‭ ‬الله‭. ‬فالكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬صدقة‭). ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وبحسب‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات،‭ ‬فإن‭ ‬الصدقة‭ ‬واجبة‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬الوضعية‭ ‬المادية‭ ‬للمتسول،‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬يمد‭ ‬يده‭ (‬الصدقة‭ ‬دايزة‭ ‬في‭ ‬مول‭ ‬العود‭). ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬تعليق‭ ‬آخر‭” ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬باتباع‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬المقربين‭ ‬أولى‭ ‬لأننا‭ ‬مطلعين‭ ‬على‭ ‬أحوالهم‭ “.‬

‭ ‬يرى‭ ‬90‭.‬73‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬إبعاد‭ ‬المتسولين‭ ‬عن‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية،‭ ‬وأعرب‭ ‬69‭.‬54‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬عن‭ ‬أملهم‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬التسول‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭. ‬ويقترح‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬المشاركين‭ (‬75.05‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬التسول‭. ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬كثيرون‭ (‬71.84‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬تمكين‭ ‬المتسولين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التكوين‭ ‬والشغل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬بالمقابل،‭ ‬فإن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ (‬95.47‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬ليسوا‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بوجود‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬عمومية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التسول‭.‬

وكانت‭ ‬أراء‭ ‬رواد‭ ‬الأنترنت‭ ‬الذين‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬الاستشارة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬متباينة‭ ‬بشأن‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬لمواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول،‭ ‬لاسيما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬مسألة‭ ‬العقوبات‭. ‬وهكذا،‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬اعتماد‭ ‬مقتربة‭ ‬مندمجة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الوقاية‭ ‬والزجر‭ (‬الظاهرة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المقاربات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتحسيسية‭ ‬والزجرية‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬وضع‭ ‬برامج‭ ‬استعجالية‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬مستخدمي‭ ‬الأنترنت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تجريم‭ ‬التسول،‭ ‬بل‭ ‬وتفعيل‭ ‬المقتضيات‭ ‬الجنائية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بامتهان‭ ‬التسول‭ (‬التسول‭ ‬يعني‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يمتهن‭ ‬التسول‭ ‬كمهنة‭ ‬فهي‭ ‬جريمة‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬بالسجن‭ ‬فعندما‭ ‬يلقى‭ ‬عليه‭ ‬القبض‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التلبس،‭ ‬يقدم‭ ‬أمام‭ ‬العدالة‭). ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المقاربة‭ ‬الزجرية‭ ‬لمسألة‭ ‬التسول،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أشكالها،‭ ‬لا‭ ‬تقتضي‭ ‬بالضرورة‭ ‬إصدار‭ ‬عقوبات‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ (‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬لجرد‭ ‬الآراء‭ ‬هو‭ ‬غرامات‭ ‬مالية‭ ‬وليست‭ ‬سجنية‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬السجن‭ ‬فترة‭ ‬للاستجمام‭ ‬والنظافة‭). ‬كما‭ ‬ذهبت‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬رفض‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬المتسولين‭ (‬مساكن‭ ‬تايطلبوا‭ ‬وباغي‭ ‬تزيدهم‭ ‬غرامة‭).‬

‭ ‬